دعاء كميل بن زياد رحمه الله

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

َللَّـهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتي قَهَرْتَ بِها كُلَّ شَيْءٍ ، وَخَضَعَ لَها كُلُّ شَيْءٍ ، وَذَلَّ لَها كُلُّ شَيْءٍ ، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيْءٍ ، وَبِعِزَّتِكَ الَّتي لا يَقُومُ لَها شَيْءٌ ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتي مَلأَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، وَبِسُلْطانِكَ الَّذِي عَلا كُلَّ شَيْءٍ ، وَبِوَجْهِكَ البَاقِي بَعْدَ فَناءِ كُلِّ شَيْءٍ ، وَبِأَسْمائِكَ الَّتي مَلأََتْ أَرْكانَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَبِعِلْمِكَ الَّذِي أَحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضاءَ لَهُ كُلُّ شيْءٍ ، يا نُورُ يا قُدُّوسُ ، يا أَوَّلَ الأَوَّلِينَ وَيا آخِرَ الآخِرينَ ، اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَهْتِكُ العِصَمَ ، اَللَّـهُمَّ اغْفِـرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ النِّقَمَ ، اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُغَيِّـرُ النِّعَمَ ، اَللَّـهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَحْبِسُ الدُّعاءَ ، اَللَّـهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ البَلاءَ ، اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ ، وَكُلَّ خَطيئَةٍ أَخْطَأْتُها ، اَللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ ، وَأَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلى نَفْسِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ أَنْ تُدْنِيَني مِنْ قُرْبِكَ ، وَأَنْ تُوزِعَني شُكْرَكَ ، وَأَنْ تُلْهِمَني ذِكْرَكَ . اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سُؤَالَ خاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خَاشِعٍ أَنْ تُسامِحَني وَتَرْحَمَني ، وَتَجْعَلَني بِقِسْمِكَ رَاضِياً قَانِعاً ، وَفي جَمِيعِ الأَحْوالِ مُتَواضِعاً . اَللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ سُؤالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ ، وَأَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حَاجَتَهُ ، وَعَظُمَ فيما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ . اَللَّـهُمَّ عَظُمَ سُلْطانُكَ ، وَعَلا مَكانُكَ ، وَخَفِيَ مَكْرُكَ ، وَظَهَرَ أَمْرُكَ ، وَغَلَبَ قَهْرُكَ ، وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ ، وَلا يُمْكِنُ الفِرارُ مِنْ حُكُومَتِكَ . اَللَّهُمَّ لا أَجِدُ لِذُنُوبي غَافِراً ، وَلا لِقَبائِحي سَاتِراً ، وَلا لِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِيَ القَبيحِ بِالحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ ، لا إِلـهَ إلا أَنْتَ ، سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي ، وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلي ، وَسَكَنْتُ إِلى قَديمِ ذِكْرِكَ لي ، وَمَنِّكَ عَلَيَّ . اَللَّهُمَّ مَوْلايَ كَمْ مِنْ قَبيحٍ سَتَرْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ فادِحٍ مِنَ البَلاءِ أَقَلْتَهُ ( أَمَلْتَهُ ) ، وَكَمْ مِنْ عِثارٍ وَقَيْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ مَكْرُوهٍ دَفَعْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ ثَنَاءٍ جَميلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ . اَللَّهُمَّ عَظُمَ بَلائِي ، وَأَفْرَطَ بي سُوءُ حَالي ، وَقَصُرَتْ ( قَصَّرَتْ ) بي أَعْمَالي ، وَقَعَدَتْ بي أَغْلالي ، وَحَبَسَني عَنْ نَفْعِي بُعْدُ أَمَلي ( آمَالي ) ، وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيا بِغُرُورِها ، وَنَفْسِي بِجِنايَتِها ( بِخِيانَتِها ) ، وَمِطالي . يا سَيِّدِي فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لا يَحْجُبَ عَنْكَ دُعَائي سُوءُ عَمَلي وَفِعَالي ، وَلا تَفْضَحْني بِخَفِيِّ مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرِّي ، وَلا تُعَاجِلْني بِالعُقُوبَةِ عَلى مَا عَمِلْتُهُ في خَلَواتي ، مِنْ سُوءِ فِعْلي وَإِسَاءَتي ، وَدَوامِ تَفْرِيطِي وَجَهالَتي ، وَكَثْرَةِ شَهَوَاتي وَغَفْلَتي ، وَكُنِ اللَّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لي في كُلِّ الأَحْوالِ ( فِي الأَحْوالِ كُلِّها ) رَؤُوفاً ، وَعَلَيَّ في جَمِيعِ الأُمُورِ عَطُوفاً . إِلـهِي وَرَبِّي مَنْ لي غَيْرُكَ أَسْأَلُهُ كَشْفَ ضُرِّي ، وَالنَّظَرَ في أَمْري . إِلهي وَمَوْلاي أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فيهِ هَوَى نَفْسِي ، وَلَمْ أَحْتَرِسْ فِيهِ مِنْ تَزْيينِ عَدُوِّي ، فَغَرَّني بِما أَهْوى وَأَسْعَدَهُ عَلى ذلِكَ القَضاءُ ، فَتَجاوَزْتُ بِما جَرى عَلَيَّ مِنْ ذلِكَ بَعْضَ حُدُودِكَ ، وَخالَفْتُ بَعْضَ أَوامِرِكَ ، فَلَكَ الحَمْدُ ( الحُجَّةُ ) عَليَّ في جَمِيعِ ذَلِكَ ، وَلا حُجَّةَ لي فِيمَا جَرَى عَلَيَّ فِيهِ قَضاؤُكَ ، وَأَلْزَمَني حُكْمُكَ وَبَلاؤُكَ ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ يَا إِلـهِي بَعْدَ تَقْصِيرِي وَإِسْرافي عَلى نَفْسِي ، مُعْتَذِراً نَادِماً مُنْكَسِراً ، مُسْتَقِيلاً مُسْتَغْفِراً مُنِيباً ، مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً ، لا أَجِدُ مَفَرّاً مِمَّا كَانَ مِنِّي ، وَلا مَفْزَعاً أتَوَجَّهُ إلَيْهِ في أمْري ، غَيْرَ قَبُولِكَ عُذْرِي ، وَإِدْخالِكَ إِيَّايَ في سَعَةٍ ( مِنْ ) رَحْمَتِكَ . اَللَّـهُمَّ ( إِلـهي ) فَاقْبَلْ عُذْري ، وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرِّي ، وَفُكَّني مِنْ شَدِّ وَثاَقي . يا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَني ، وَرِقَّةَ جِلْدِي وَدِقَّةَ عَظْمي . يا مَنْ بَدَأَ خَلْقي وَذِكْري ، وَتَرْبِيَتي وَبِرِّي وَتَغْذِيَتي ، هَبْني لاِبـْتِداءِ كَرَمِكَ ، وَسالِفِ بِرِّكَ بي . يا إِلـهي وَسَيِّدي وَرَبِّي ، أَتُراكَ مُعَذِّبي بِنارِكَ بَعْدَ تَوْحيدِكَ ، وَبَعْدَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ قَلْبي مِنْ مَعْرِفَتِكَ ، وَلَهِجَ بِهِ لِساني مِنْ ذِكْرِكَ ، وَاعْتَقَدَهُ ضَميرِي مِنْ حُبِّكَ ، وَبَعْدَ صِدْقِ اعْتِرافي وَدُعَائِي ، خاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ ، هَيْهاتَ أنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ ، أَوْ تُبْعِدَ ( تُبَعِّدَ ) مَنْ أدْنَيْتَهُ ، أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ ، أَوْ تُسَلِّمَ إِلَى البَلاءِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ . وَلَيْتَ شِعْرِي يا سَيِّدِي وَإِلـهي وَمَوْلايَ ، أَتُسَلِّطُ النَّارَ عَلى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً ، وَعَلى أَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحيدِكَ صادِقَةً ، وَبِشُكْرِكَ مَادِحَةً ، وَعَلى قُلُوبٍ اعْتَرَفَتْ بِإِلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً ، وَعَلى ضَمائِرَ حَوَتْ مِنَ العِلْمِ بِكَ حَتَّى صارَتْ خاشِعَةً ، وَعَلى جَوارِحَ سَعَتْ إِلى أَوْطانِ تَعَبُّدِكَ طائِعَةً ، وَأَشارَتْ بِاسْتِغْفارِكَ مُذْعِنَةً ، ما هكَذَا الظَّنُّ بِكَ ، وَلا أُخْبِرْنَا بِفَضْلِكَ عَنْكَ يا كَرِيمُ . يا رَبِّ وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفِي عَنْ قَلِيلٍ مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها ، وَما يَجْري فيها مِنَ المَكارِهِ عَلى أَهْلِهَا ، عَلى أَنَّ ذلِكَ بَلاءٌ وَمَكْرُوهٌ ، قَليلٌ مَكْثُهُ ، يَسيرٌ بَقاؤُهُ ، قَصيرٌ مُدَّتُهُ ، فَكَيْفَ احْتِمالي لِبَلاءِ الآخِرَةِ وَجَليلِ ( حُلُولِ ) وُقُوعِ المَكارِهِ فِيهَا ، وَهُوَ بَلاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ ، وَيَدُومُ مَقامُهُ ، وَلا يُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ ، لأَنَّهُ لا يَكُونُ إلا عَنْ غَضَبِكَ وَانْتِقامِكَ وَسَخَطِكَ ، وَهَذا مَا لا تَقُومُ لَهُ السَّمـاواتُ وَالأرْضُ ، يا سَيِّدِي فَكَيْفَ لي ( بي ) وَأَنَا عَبْدُكَ الضَّعِيـفُ ، الذَّليلُ الحَقيرُ المِسْكيـنُ المُسْتَكينُ . يا إِلهي وَرَبِّي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ ، لأَِيِّ الأُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو ، وَلِما مِنْها أَضِجُّ وَأَبْكي ، لأَِليمِ العَذابِ وَشِدَّتِهِ ، أَمْ لِطُولِ البَلاءِ وَمُدَّتِهِ ، فَلئِنْ صَيَّرْتَني لِلْعُقُوباتِ مَعَ أَعْدائِكَ ، وَجَمَعْتَ بَيْني وَبَيْنَ أَهْلِ بَلائِكَ ، وَفَرَّقْتَ بَيْني وَبَيْنَ أَحِبَّائِكَ وَأَوْليائِكَ ، فَهَبْني يا إِلـهي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَرَبِّي صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ ، فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلى فِراقِكَ ، وَهَبْني ( يا إِلـهِي ) صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نارِكَ ، فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إِلى كَرامَتِكَ ، أَمْ كَيْفَ أَسْكُنُ فِي النَّارِ ، وَرَجَائي عَفْوُكَ ، فَبِعِزَّتِكَ يا سَيِّدي وَمَوْلايَ أُقْسِمُ صَادِقاً ، لَئِنْ تَرَكْتَني ناطِقاً ، لأَضِجَّنَّ إِلَيْكَ بَيْنَ أَهْلِهَا ضَجِيجَ الآمِلينَ ( الآلِمينَ ) وَلأََصْرُخَنَّ إِلَيْكَ صُراخَ المَسْتَصْرِخينَ ، وَلأََبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكاءَ الفَاقِدِينَ ، وَلأَُنادِيَنَّكَ أَيْنَ كُنْتَ يا وَلِيَّ المُؤْمِنينَ ، يا غايَةَ آمالِ العَارِفينَ ، يا غِيَاثَ المُسْتَغِيثينَ ، يا حَبِيبَ قُلُوبِ الصَّادِقينَ ، وَيا إِلهَ العَالَمينَ ، أَفَتُرَاكَ سُبْحانَكَ يا إِلهي وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فِيهَا صَوْتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ سُجِنَ ( يُسْجَنُ ) فِيهَا بِمُخالَفَتِهِ ، وَذَاقَ طَعْمَ عَذَابِها بِمَعْصِيَتِهِ ، وَحُبِسَ بَيْنَ أَطْبَاقِها بِجُرْمِهِ وَجَرِيرَتِهِ ، وَهُوَ يَضِجُّ إِلَيْكَ ضَجِيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ ، وَيُنادِيكَ بِلِسانِ أَهْلِ تَوْحيدِكَ ، وَيَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ ، يا مَوْلايَ فَكَيْفَ يَبْقَى فِي العَذَابِ ، وَهُوَ يَرْجُو ما سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ ، أَمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النَّارُ ، وَهُوَ يَأْمُلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ ، أَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهِيبُها ، وَأَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرَى مَكانَه ، أَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفيرُها ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ ، أَمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ أَطْباقِها ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ ، أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها ، وَهُوَ يُنادِيكَ يا رَبَّهُ ، أَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ في عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُكَُهُ ( فَتَتْرُكَهُ ) فِيهَا ، هَيْهاتَ مَا ذلِكَ الظَّنُ بِكَ ، وَلاَ المَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِكَ ، وَلا مُشْبِهٌ لِمَا عَامَلْتَ بِهِ المُوَحِّدِينَ مِنْ بِرِّكَ وَإِحْسانِكَ ، فَبِاليَقينِ أَقْطَعُ لَوْ لا مَا حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذيبِ جَاحِدِيكَ ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلادِ مُعانِدِيكَ ، لَجَعَلْتَ النَّارَ كُلَّها بَرْداً وَسَلاماً ، وَما كَانَ ( كانَتْ ) لأَحَدٍ فِيهَا مَقَرّاً وَلا مُقاماً ، لكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ ، أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلأَها مِنَ الكَافِرينَ ، مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعينَ ، وَأَنْ تُخَلِّدَ فِيهَا المُعَانِدِينَ . وَأَنْتَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ ، قُلْتَ مُبْتَدِئاً ، وَتَطَوَّلْتَ بِالإِنْعامِ مُتَكَرِّماً ، أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ . إِلهي وَسَيِّدي فَأَسْأَلُكَ بِالقُدْرَةِ الَّتي قَدَّرْتَها ، وَبِالقَضِيَّةِ الَّتي حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها ، وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أَجْرَيْتَها أَنْ تَهَبَ لي في هِذِهِ اللَّيْلَةِ ، وَفي هذِهِ السَّاعَةِ كُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُهُ ، وَكُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ ، وَكُلَّ قَبِيحٍ أَسْرَرْتُهُ ، وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ ، كَتَمْتُهُ أَوْ أَعْلَنْتُهُ ، أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ ، وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْباتِهَا الكِرامَ الكاتِبينَ ، الَّذينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنِّي ، وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحي ، وَكُنْتَ أَنْتَ الرَّقيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ ، وَالشَّاهِدَ لِما خَفِيَ عَنْهُمْ ، وَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ ، وَأَنْ تُوَفِّرَ حَظِّي مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ ( تُنَزِّلُهُ ) ، أَوْ إِحْسانٍ فَضَّلْتَهُ ( تُفَضِّلُهُ ) ، أَوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ ( تَنْشُرُهُ ) أَوْ رِزْقٍ بَسَطْتَهُ ( تَبْسُطُهُ ) ، أَوْ ذَنْبٍ تَغْفِرُهُ أَوْ خَطَأٍ تَسْتُرُهُ . يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ يا إِلهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ وَمالِكَ رِقِّي ، يا مَنْ بِيَدِهِ ناصِيَتي ، يا عَليماً بِضُرِّي ( بِفَقْري ) وَمَسْكَنَتي ، يا خَبِيراً بِفَقْري وَفاقَتي ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ ، وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ أَنْ تَجْعَلَ أَوْقاتي مِنَ ( فِي ) اللَّيْلِ وَالنَّهارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً ، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً ، وَأَعْمَالي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً ، حَتَّى تَكُونَ أَعْمَالي وَأَوْرادِي ( وَإِرادَتي ) كُلُّها وِرْداً واحِداً ، وَحالي في خِدْمَتِكَ سَرْمَداً ، يا سَيِّدي يا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلي ، يا مَنْ إِلَيْهِ شَكَوْتُ أَحْوالي ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، قَوِّ عَلى خِدْمَتِكَ جَوارِحي ، وَاشْدُدْ عَلَى العَزيمَةِ جَوَانِحي ، وَهَبْ لِيَ الجِدَّ في خَشْيَتِكَ ، وَالدَّوامَ فِي الاتِّصالِ بِخِدْمَتِكَ ، حَتَّى أَسْرَحَ إِلَيْكَ في مَيادِينِ السَّابِقينَ ، وَأُسْرِعَ إِلَيْكَ فِي البارِزينَ ( المُبادِرينَ ) ، وَأَشْتاقَ إِلى قُرْبِكَ فِي المُشْتاقينَ ، وَأَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ المُخْلِصينَ ، وَأَخافَكَ مَخافَةَ المُوقِنينَ ، وَأَجْتَمِعَ في جِوارِكَ مَعَ المُؤْمِنينَ . اَللَّهُمَّ وَمَنْ أَرادَني بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ ، وَمَنْ كادَني فَكِدْهُ ، وَاجْعَلْني مِنْ أَحْسَنِ عَبيدِكَ نَصيباً عِنْدَكَ ، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ ، وَأَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ ، فَإِنَّهُ لا يُنالُ ذلِكَ إلا بِفَضْلِكَ ، وَجُدْ لي بِجُودِكَ ، وَاعْطِفْ عَلَيَّ بِمَجْدِكَ ، وَاحْفَظْني بِرَحْمَتِكَ ، وَاجْعَلْ لِسَاني بِذِكْرِكَ لَهِجاً ، وَقَلْبي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ إِجابَتِكَ ، وَأَقِلْني عَثْرَتي ، وَاغْفِرْ زَلَّتي ، فَإِنَّكَ قَضَيْتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ ، وَأَمَرْتَهُمْ بِدُعَائِكَ ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الإِجابَةَ ، فَإِلَيْكَ يا رَبِّ نَصَبْتُ وَجْهِي ، وَإِلَيْكَ يا رَبِّ مَدَدْتُ يَدِي ، فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لي دُعَائِي ، وَبَلِّغْني مُنَايَ ، وَلا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجَائِي ، وَاكْفِني شَرَّ الجِنِّ وَالإِنْسِ مِنْ أَعْدَائي . يا سَريعَ الرِّضَا اغْفِرْ لِمَنْ لا يَمْلِكُ إلا الدُّعاءَ ، فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تَشاءُ ، يا مَنِ اسْمُهُ دَوَاءٌ ، وَذِكْرُهُ شِفاءٌ ، وَطاعَتُهُ غِنىً ، ارْحَمْ مَنْ رَأْسُ مالِهِ الرَّجاءُ ، وَسِلاحُهُ البُكاءُ ، يا سابِـغَ النِّعَمِ ، يا دَافِعَ النِّقَمِ ، يا نُورَ المُسْتَوْحِشينَ فِي الظُّلَمِ ، يا عَالِماً لا يُعَلَّمُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى رَسُولِهِ وَالأَئِمَّةِ المَيامينِ مِنْ آلِهِ ( أَهْلِهِ ) وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً .